التغيرات التي يمر بها الزمن الحالي والثقافات المتعددة وما يتعرض له المرء من غياب الهوية والتميع وأنواع الفساد الكثيرة في الإنترنت والفضائيات والمأكولات والمشروبات ذات المواد المجهولة التي لا يعلم مدى تأثيرها على نفسية الشخص الذي يتعرض لها ولأي مدى يصل التأثير فالموضوع إمتد لأكثر من موضوع جراحة تجميلية أو رغبة جنسية أو نزوات ناتجة من تخيلات ومشاهدات من مثل الذين يتعرضون لمشاهدة المواد الإباحية ويقتنعون داخليا بإنهزامية إما أداء أو أحجاما في الجسم ومتعلقات الإستخدامات الجنسية بالخصوص ما يجعل هناك إضطرابات نفسية وسلوكية تهدد المراهق والمراهقة في ذواتهم ويجعلهم يميلون لتحقيق ذواتهم إما بالتفكير في إجراء عمليات تجميلية أو تناول أطعمة معينة وأدوية وهرمونات للأسف أصبح الحصول عليها أسهل ما يمكن من الانترنت والدول المجاورة.
الأمر الثاني هي الثقافة المبنية على الملل والضياع نتيجة أبعاد كثيرة من غياب الهوية وضعف التربية التي تعتمد مبادئ تحقيق الذات عند الفرد وتحقيق التمكن من الإرتباط بالجماعة التي ينتمي لها الفرد نفسه وحمايته من الإنحرافات من مثل ما يفعله البعض تهاونها بترك الطفل يلعب ويتسلى ويزامل أخواته أو قريباته كثيرا ما يجعله يشعر في ذاته أنه قريب من الجنس الآخر وطباعه أكثر فيفكر في العبث الأخلاقي لاحقا بأن الحل هو في تغيير الجنس وقس على ذلك ما يعمله الآباء والأمهات من تهاون وضعف دراية بأبعاد ما قد يقع في تدليع الطفل كثيرا لدرجة الميوعة أو التساهل في لبس الطفل ملابس نسائية أو تزيينه بالحلي ولا يدرون ما الذي يعمله ذلك في المستقبل من أثر في نفسية الطفل والعكس بالعكس ما يحدث من تأثيرات على الطفلة في حال مناداتها أو التعامل معها على أنها ذكر ما يكون في المستقبل نواة الفتاة المسترجلة أو المربع أو ما اصطلح عليه مؤخرا -البويه- من اللفظة الانجليزية -بوي- بمعنى ولد.
الأمر الثالث الذي يطل برأسه هنا هو ما يتعلق بعلاقة الآخرين والتحرشات الجنسية التي تقع للطفل فكون الطفل يتعرض لإعتداء أو تحرش جنسي قد يدخل في نفسيته خاصة إذا تمايع أكثر وتقبل الدور وصار من نوعية الجنس الثالث بوضع الزينة والرقص الخالع الماجن والتخنث ما يجعله يفكر في ذلك العبث.
إن الشرع وعلماء الشرع قد نظروا وجعلوا الأبحاث الخاصة بجواز وحرمة إجراء العمليات الخاصة بالتجميل أو تغيير الجنس وكأنه مصداقا لكلام الله تعالى من سورة النساء {ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}، حيث إن الفرد الذي يولد ومع إشكالية مرضية خلقية ونفسية بإضطراب تكويني لا يحقق ما يبدو لوالديه من جنس فيما هو ينتمي لجنس آخر فهذا بعد العرض على الأطباء المسلمين المتقين الله تعالى ويقررون مرضه وضرورة علاجه بإجراء الجراحة الخاصة لتعديل أعضائه لتكون بما يتناسب مع إنتمائه للجنس الخاص به فهو جائز أما إن كان ذلك نوع من العبث والتغيير لخلق الله تعالى من دونما سبب طبي ونفسي يقرره الأطباء.
* لنوقف ذلك العبث نحتاج الاهتمام والعناية بالتربية والتثقيف والتوعية ونشر العلم والأحكام الشرعية فيه وتطوير عمليات الإرشاد في المدارس وتطوير آليات طبيب الأسرة وإمتداد المراقبة الطبية للمواليد وشمولها أبعادا جديدة من تطورات النمو النفسية والعضوية حتى البلوغ بدل الرعاية حتى سن دخول المدرسة فقط، أيضا التزام أخلاقي بالميثاق الإعلامي من القنوات الفضائية بعدم تسويق تلك الأفكار على الناس ونشرها بطريقة تفتح التفكير والشك عند النشء في ميوله ما قد يشطح تفكيره به ويتوهم ويصدق بعد ذلك عبر كلمات من المحيطين به ليصدق أكثر وأكثر ليتوجه للعبث بلا إرادة ويصعب تعديل فكره بعد ذلك.
الكاتب: أ. عبد المنعم بن عبد العزيز الحسين.
المصدر: موقع المستشار.